الأربعاء، 6 يونيو 2012

الكتابات الدينية عند الفراعنة


اعتاد المصريون منذ عصر الدولة الحديثة (ابتداء من القرن 16 ق.م) أن يزودوا موتاهم بنصوص دينية جنائزية، تكتب على أوراق البردى أو الرق وهو جلد حيوان أو قطع من الكتان بكتابات أما بالخط الهيروغليفى أو الهيراطيقى أو الديموطيقى. وكانت تلف فى لفائف وتوضع مع الميت فى تابوته الذى يحوى جثمانه أو فى صناديق خاصة بها من الخشب وأحيانًا تحفظ بين لفائف الكتان التى تلف بها الممياء.

وتحتوى نصوص كتاب الموتى تتكون من 140 فصلاً تتضمن موضوعات مختلفة عن العالم الآخر وما فيه وترجع أصول مواد ونصوص كتاب الموتى إلى متون التوابيت فى خلال الدولة الوسطى و نصوص الاهرام للملك (اوناس) أحد ملوك الأسرة الخامسة بمنطقة سقارة. وكتاب الموتى هذا ليس من الكتب الدينية المقدسة، مثل الإنجيل أو القرآن أو التوراة.

 بل هو عبارة عن فصول متتالية من الأفكار والتخيلات عما ما هو موجود فى العالم الآخر ولا يجمع من فصل والآخر رابط فكرة أو فكرة واحدة، كذلك لم يحتوى على نصائح معينة للميت ولا ينطبق عليه صفة الكتاب المتكامل الموضوع وليس له هدف أو غرض واضح. ومن أهم هذه الفصول هو الفصل رقم 125 والذى يقوم فيه الميت بنفيه القيام بأيه معصية للآلهة سواء قتل أو سرقة أو غش أو ذنب أمام ممثلى العدالة فى ال 42 مقاطعة من مقاطعات مصر بعد ذكر اسم كل ممثل للعدالة، وأحيانًا أمام الآلهة الكبرى، مثل: (أوزيريس وإيزيس ورع وأمون وحورس).

 وهو يسرد جميع المعصيات بطريقة النفى، مثل: لم أقتل، لم أسرق كذلك هناك الفصل رقم 6 والذى يكتب خاصة على أجسام التماثيل المجيبة (الاوشبتى) والذى يطلب فيه من كل تمثال القيام فى اليوم المحدد له، لكى يقوم بالإنابة عن صاحبه فى أعمال الزراعة فى حقول أوزريريس (إياروو). أما الفصل رقم 30 فهو خاص بقلب المتوفى وما يجب عليه أن يشهد به أمام محكمة الموتى برياسة أوزيريس، محذرًا إياه ألا يذكر الأ الصنائع الطيبة، ويسكت عن ذكر الخطايا، حتى يكون مصير صاحبه الجنة

أما الفصل رقم 15 فهو خاص بإله الشمس حيث يحتوى على نصوص وأناشيد عن هذا الإله.

وتذكر بعض الفصول بعض الأخطار التى سيلاقيها المتوفى فى رحلته إلى العالم السفلى وطريقة النجاة منها. فبعض الفصول خاص بمنع سير المتوفى على رأسه، وآخر خاص بمنع ضياع (الكا) الخاص بالمتوفى، وآخر يحكى عن كيفية الحياة بين الآلهة المختلفة فى العالم الآخر.ويحوى كتاب الموتى صور توضيحية كانت تتخلل نصوص الكتاب من حين لآخر لتفسير وإيضاح النصوص للمتوفى، وقد اعتنى الفنانون برسوم وألوان هذه الصور. وكان لكبر حجم نصوص الكتاب كانت الكتب تعد من قبل المتوفى قبل موته، حيث كل إنسان لا يعلم متى سيحين ساعته، فيطلب من الكتبة اعداد كتاب الموتى الذى سيحتفظ به معه داخل القبر ثم يقوم باختيار النصوص المناسبة له حيث نجد أن الكتب تختلف من شخص لآخر حسب مكانته وقدراته المالية.

وإلى جانب كتاب الموتى كان هناك كتب أخرى تحت أسماء مختلفة، مثل: ال (ايم دوات) بمعنى ما هو موجود فى العالم الآخر. وكذلك ال (بوابات) الموجودة فى العالم الآخر وتؤدى إلى ساعات الليل المختلفة. ولكن كان الأكثر شهرة هو كتاب الموتى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق