الأربعاء، 6 يونيو 2012

الموسيقى في عهد الفراعنة


عرف المصريون القدماء بحبهم وشغفهم بشتى أنواع الموسيقى الخاصة منهم والعامة، فقدروا الفن وأحبوه وعشقوا النغمة العذبة واللحن الجميل.

وقد ابتكر المصريون القدماء آلات موسيقية متنوعة منذ أقدم عصورهم مصرية التصميم محدودة الأنواع، ومع تقدم الحضارة المصرية واختلاط المصريين بالشعوب المجاورة فى آسيا دخلت آلات موسيقية آسيوية فى مصر وصاحب ذلك تطورًا للآلات الموسيقية المصرية.

وتنقسم الآلات الموسيقية إلى ثلاثة أنواع رئيسة، الآلات الوترية، آلات النفخ، ثم آلات الإيقاع.

ومن أقدم الآلات الوترية "الجنك" وكان الأكثر استخدامًا وهو عبارة عن صندوق خشبى للصوت يخرج منه عدد من الأوتار العمودية والمثبتة فى طرف الآلة وتعددت أحجامه وأشكاله. أما " الكنارة" فهى آسيوية المنشأ ذات خمس أوتار وتستخدم أفقية أثناء العزف أو رأسية.

وهناك " الطنبور" وهى آلة بيضاوية الشكل بها رقبة طويلة وهى تشبه العود العالى وكانت توضع على الصدر أثناء العزف ويستخدم العازف ريشة تمرر على أوتاره الثلاثة أو الأربعة.

أما آلات النفخ فأهمها المزمار الطويل والقصير، المفرد والمزدوج للإكثار من النغمات.

أما آلات الإيقاع وهى من أقدم الآلات الموسيقية فى مصر ومن أهم أنواعها المصفقات المعدنية من البرونز أو النحاس وكذلك من الخشب أما الدفوف فكانت تتكون من أطر خشبية أو المعدن مستطيلة الشكل وتغطيها جلود الحيوان الرقيقة بعد نزع الشعر منها وشدها على الإطار.

وكانت هناك أنواع من الطبول أسطوانية من الخشب أو المعدن ذات جانبين مغطين بجلد الحيوان تعلق على الكتف أثناء الاستعمال.

كذلك استخدم المصريون القدماء الصلاصل من المعدن بها قضبان رقيقة بها قطع معدنية تحدث رنينًا عند تحريكها يمينًا وشمالاً أو بالضرب عليها باليد. وقد استخدمت الموسيقى والعزف بها فى المناسبات الدينية والحفلات والاحتفالات للأعياد، وقد كانت هناك فرق موسيقية تشتمل على عازفى المزمار والناى وضاربى الطبول والدفوف عازفى الآلات الوترية يصاحبهم الراقصين والراقصات على صوت المغنى أو المغنين.

وقد كان للقصر الملكى فرقة موسيقية خاصة للحفلات الخاصة بالملك والعائلة الملكية، وهناك فرق موسيقية خاصة بالمعابد لإقامة الحفلات الدينية الخاصة بأعياد الآلهة والمناسبات الدينية وكذلك استخدمت الموسيقى فى الحفلات العامة والأعياد المختلفة، وأيضًا أثناء المعارك الحربية لتحميس الجنود وشحذ همتهم بقرع الطبول والنفخ فى الأبواق. وقد تميزت الموسيقى المصرية بتطورها وتقدمها من جيل إلى جيل ولكن احتفظت بطابعها الخاص وذوقها الرفيع الذى اثار أعجاب الإغريق القدماء الذين أتوا إلى مصر وسجلوا انطباعهم عن الموسيقى المصرية فى كتاباتهم


أما الأغانى فقد تنوعت موضوعاتها منها ما كان غناء شعبى يتصل بالعمل أثناء مزاولة مهنة ما وهى الأكثر شيوعًا، ومنها ما كان يتصل بالغزل العفيف والحب ووصف المحبوب، وهناك أغانى خاصة بالمناسبات، مثل الأعياد ومواكب النصر، وهناك أغانى حزينة خاصة بالطقوس الجنائزية تصاحب أهل المتوفى تنعى الميت، ومنها أناشيد المعابد للاحتفالات الدينية وقد وردت على البرديات الكثير من هذه الأغانى التى تزخر بها المتاحف العالمية.

وقد صاحب هذه الموسيقى الرقص بجميع الأنواع وذلك حسب نوع الحدث، فمنه ما هو للتسلية واللهو والترفية عن النفس، ومنه ما كان رقص دينى معبر، ومنه ما كان جنائزى يحدث أمام جنازة المتوفى. وقد كان هناك أيضًا الرقص الإيقاعى الحركى يقوم بها مجموعات من الشباب والبنات يمتازون بمرونة جسمانية كبيرة حيث يقومون ببعض الرقصات الصعبة، ومنها ما كان تشكيلات أو تبلوهات فنية ومنه ما كان فرديًا أو زوجيًا يؤديه رجلان أو امرأتان.

وكان هناك رقصات حربية تمثل الفر والكر أو المبارزة وقد كانت هذه الرقصات نوع من أنواع الترفية عن الجنود أثناء المعارك الحربية.

وقد زخرت المقابر المصرية والمعابد والبرديات بمناظر كثيرة تمثل أنواع الحفلات الموسيقية سواء فى المجتمع المصرى للأعياد والاحتفالات والسمر واللهو والتسلية أو الأعياد الدينية الكثيرة فى المعابد، وكذلك الحفلات الجنائزية، أو على جدران المعابد حيث مثلت الاحتفالات بالانتصار على الأعداء، وكذلك شهدت بعض الآثار من صناديق الحلى أو الملابس الخاصة بالملك "توت عنخ آمون" احتفال الجيش بانتصارات الملك على الأعداء.   

   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق