مع دخول العرب إلى مصر كفاتحين بعد طرد الرومان ، نجد أن شعب مصر يرحب بالمسلمين العرب فى مصر ومع انتشار الإسلام فى مصر تطلب تعليم اللغة العربية لشعب مصر لمن أراد الدخول فى الإسلام ، ومما يلفت النظر هو أن شعب عظيم ذو حضارة عريقة يتنازل عن لغته القومية وتحل محلها اللغة العربية الوافدة يعتبر حدث فريد لم يحدث مع شعب مصر مع أى وافد عليها سواء من الفرس أو اليونانيين أو الرومان وهذا ساعد على انتشار الإسلام فى مصر الذى وجد فيه شعب مصر دين السماحة ولم يمضى وقت طويل حتى أصبحت اللغة العربية هى اللغة القومية لشعب مصر من مسلمين ومسيحيين
ولقد لعبت المساجد دورا كبيرا فى الحركة العلمية فى مصر خلال العصور الإسلامية ، فإلى جانب الدور الدينى كان هناك دورا علمياً ، فأصبحت المساجد مدارس لتعليم اللغة العربية وتدريس العلوم الدينية من فقه وتفسير وقرآن وخلافه
وكان لاهتمام الحكام المسلمين فى مصر بإنشاء الجوامع الكبيرة مثل جامع عمرو بن العاص وابن طولون والأزهر والحاكم والسلطان حسن التى أصبحت يطلق عليها لقب المسجد الجامع ومسجد ومدرسة للطلاب من شتى بقاع الأرض وتسابق الحكام لإنشاء المدارس والكتاتيب مع العناية بطلاب هذه الجوامع والمدارس وإغداق العطايا لهم لتحفزهم للبحث والدرس ، مما أثرى مصر بالباحثين فى علوم الدين والدنيا وكانت هذه المنشآت بمثابة جامعات مفتوحة لكل من أرادوا النهل من العلوم ومنها ما استمر لآلاف السنين كالجامع الأزهر 969م وحتى يومنا هذا يقوم بدور الجامعة طوال عمره الطويل يفد عليه الطلاب من شتى بقاع الأرض لتحصيل العلوم والحصول على شهادات فى العلوم الدينية وغيرها من العلوم
كان لتبنى الحكام فى مصر للعلماء الأثر الكبير فى دفع الكثير منهم للتفوق والنبوغ فى شتى أفرع العلوم فى الكيمياء والأحياء والطب وغيرها
كذلك أهتم الحكام أيضا بإنشاء مكتبات والحرص على اقتناء النفيس من الكتب ومن أعظم المكتبات مكتبة القلعة فى عصر السلطان الكامل فى العصر الأيوبى وكانت تحتوى على 68 ألف مجلد. وإلى جانب المكتبات الكبرى كان كل حاكم يحرص على إنشاء مكتبة ملحقة بالقصر وتفتح أبوابها للعلماء الطلاب وشجعوا أيضا على أقامة المجالس العلمية والأدبية وكان لما لاقاه العلماء خلال العصور الإسلامية فى مصر من اهتمام الحكام الأثر الكبير فى كتابة الموسوعات العلمية والأدبية والتاريخية مما خلق لنا تراثا علميا وأدبيا تزخر بها المكتبات العالمية إلى جانب آلاف المخطوطات التى لم يتم نشر معظمها حتى الآن
لم تقتصر إنشاء المدارس والكتاتيب على مدينة القاهرة فقط ولكن انتشرت أيضا فى شمال وجنوب البلاد . وهذا ساعد على ظهور العديد من العلماء فى شتى أفرع العلوم سار على نهجهم علماء أوروبا ونقل عنهم علومهم ومعارفهم ويدين العالم الآن لهؤلاء العلماء بما وصلوا إليه من تقدم علمى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق